ـ وقال البخارى عند تفسير الآية ـ برواية عن العوام ، قال : سألت مجاهد عن سجدة (ص) فقال : سألت ابن عباس من أين سجدت ، فقال : أو ما تقرأ (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ) [الأنعام : ٨٤] ... (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام : ٩٠]. فكان داود ـ عليه الصلاة والسلام ـ من أمر نبيكم ـ صلىاللهعليهوسلم ، أن يقتدى به ، فسجدها داود ، فسجدها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم
ـ وروى أبو داود ـ عن أبى سعيد الخدرى ، قال : قرأ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو على المنبر (ص) فلما بلغ السجدة ، نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان فى يوم آخر قرأها ، فلما بلغ السجدة تشرف الناس للسجود ، فقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «إنما هى توبة نبى ، ولكنى رأيتكم تشرفتم ، فنزل وسجد» (١)
إن لداود ـ عليهالسلام ـ عند ربه لقربة يقرّبه بها الله عزوجل ، وحسن مرجع ، وهو الدرجات العالية فى الجنة لنبوته ، وعدله التام فى ملكه.
قال مالك بن دينار ـ عند تفسير قوله تعالى : (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ.)
يقام داود يوم القيامة ، عند ساق العرش ، ثم يقول الله : يا داود .. مجّدنى اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم ، الذى كنت تمجّدنى فى الدنيا ، فيقول : وكيف وقد سلبته؟
فيقول الله : إنى أرده عليك اليوم ، قال : فيرفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنان.
__________________
(١) رواه أبو داود.