(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٤٨))
ثم قالوا للنبي عليهالسلام أما وجد ربك رسولا غيرك أرنا من يشهد أنك رسول الله ، وما نرى من أهل الكتاب أحدا يشهد برسالتك فنزل (١)(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) نصبه (٢) تميير ، أي أعظم حجة وبرهانا على صدق رسالتي فان أجابوك وإلا فأنت (قُلِ اللهُ) أكبر شهادة بحذف الخبر ليطابق الجواب السؤال ، وقدر بعده هو مبتدأ ، خبره (شَهِيدٌ) أي الله شهيد (بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) جملة اسمية وقعت موقع الجواب ، لأن الله إذا كان شهيدا بينه وبينهم فهو أكبر شيء شهادة له ، أي هو يشهد بأني رسول الله إليكم ، والشهيد بمعنى الشاهد ، وهو المبين للحق المبهم
ثم قالوا للنبي عليهالسلام أما وجد ربك رسولا غيرك أرنا من يشهد أنك رسول الله ، وما نرى من أهل الكتاب أحدا يشهد برسالتك فنزل (١)(قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) نصبه (٢) تميير ، أي أعظم حجة وبرهانا على صدق رسالتي فان أجابوك وإلا فأنت (قُلِ اللهُ) أكبر شهادة بحذف الخبر ليطابق الجواب السؤال ، وقدر بعده هو مبتدأ ، خبره (شَهِيدٌ) أي الله شهيد (بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) جملة اسمية وقعت موقع الجواب ، لأن الله إذا كان شهيدا بينه وبينهم فهو أكبر شيء شهادة له ، أي هو يشهد بأني رسول الله إليكم ، والشهيد بمعنى الشاهد ، وهو المبين للحق المبهم
من النبيين وهو الوحي بالنبوة فلا تستبعدوه مني (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى) أي الجاهل أو الكافر (وَالْبَصِيرُ) أي العالم أو المؤمن (أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) [٥٠] في عدم استوائهما فتؤمنون أو في مواعظ القرآن وأمثاله ، فلا تكونوا ضالين كالعميان.
(وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٥١))
قوله (وَأَنْذِرْ بِهِ) أي خوف بالقرآن (الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلى رَبِّهِمْ) أمر للنبي عليهالسلام بالإنذار لأهل الكتاب بعد إنذار المشركين ، لأن الحجة عليهم أوجب لإقرارهم بالبعث بتلاوة الكتاب ، ويجوز أن يكون المراد المسلمين ليمتنعوا عن المعاصي بعد الإيمان بالإنذار (لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ) أي من عذاب الله (وَلِيٌّ) أي قريب في الدنيا ينصرهم (وَلا شَفِيعٌ) لهم في الآخرة ، ومحل هذه الجملة نصب على الحال من ضمير (يَخافُونَ) ، يعني خوفهم بالقرآن (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [٥١] الله فينزجرون عن الكفر والمعاصي.
(وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (٥٢))
قوله (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) أي يعبدونه ويتضرعون إليه بالدعاء (بِالْغَداةِ) وقرئ «بالغدوة» (١٠)(وَالْعَشِيِّ) أي دائما ، وقيل : المراد الصلوات الخمس (١١) ، نزل حين قالت قريش كأقرع بن حابس وأصحابه تدني إليك هذه السفلة ، يعنون عبد الله بن مسعود وصهيبا وبلالا وأمثالهم ، ونحن ساداة قومك ، فلو أدنيتنا
__________________
(١) «لم تكن فتنتهم» : قرأ نافع وأبو جعفر وأبو عمرو وشعبة وخلف بتأنيث «تكن» ونصب «فتنتهم» ، وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص بالتأنيث والرفع ، وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب بالتذكير والنصب. البدور الزاهرة ، ١٠١.
(٢) وبنصب ، ب م : ونصب ، س.
(٣) «فتنتهم» ، م : الفتنة ، ب س.
(٤) لا تكون ، ب س : لا يكون ، م.
(٥) «ربنا» : قرأ الأخوان وخلف بنصب الباء ، والباقون بجرها. البدور الزاهرة ، ١٠١.
(٦) تعجيبا ، ب م : تعجبا ، س.
(٧) عن الكلبي ، انظر البغوي ، ٢ / ٣٤٧ ؛ وانظر أيضا السمرقندي ، ١ / ٤٧٩ ؛ والواحدي ، ١٨٠ ـ ١٨١ (عن ابن عباس).
(٨) أخذه المصنف عن البغوي ، ٢ / ٣٤٨ ؛ وانظر أيضا السمرقندي ، ١ / ٤٧٩ ؛ والواحدي ، ١٨١.
(٩) عن محمد بن الحنفية والسدي والضحاك ، انظر الواحدي ، ١٨١ ؛ والبغوي ، ٢ / ٣٤٨.
(١٠) «بالغداة» : قرأ ابن عامر بضم الغين وإسكان الدال وبعدها واو مفتوحة ، والباقون بفتح الغين والدال وبعدها ألف. البدور الزاهرة ، ١٠٣.
(١١) أخذه عن البغوي ، ٢ / ٣٦٣.