وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (٢٦)
____________________________________
كبيرة مورقة ، ولذا نرى العمل الطيب يبقى مثالا محفزا للخير ، والحكمة الجارية على لسان الصالحين تبقى لترشد وتسعد .. هذا بالاضافة إلى ما تعقبه الكلمة الطيبة ـ أيما كانت ـ من الذكر الجميل في الدنيا ، والسعادة الأبدية في الآخرة.
[٢٧] (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ) قولا كانت أم عملا أم إنسانا (كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) غير زاكية ولا نامية ، ولا راسخة الجذور ولا عالية الفروع ، وإنما هي كالشيء المفروش على سطح الأرض ، بلا أصول ولا فروع فلا مجال لها في أعماق الحياة ولا بقاء لها في مستقبل الأجيال ، وكأنها (اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ) أي اقتلعت جثتها من الأرض ، وإنما وصفت بهذا الوصف لبيان أنها لا بقاء لها ، حتى لا تستحق أن يقال عنها إنها ثابتة ـ ولو حين كانت ثابتة ـ أفلا تصير بعد أيام مجتثة؟ وهي اجتثت «من فوق» فلا جذور لها في الأعماق حتى تستحق أن يقال «من الأرض» (ما لَها) أي ليس لتلك الشجرة (مِنْ قَرارٍ) ثبات واستقرار ، فأقل ريح تنسفها ، وأصغر حركة تقلعها وما ورد من أن ذلك مثال لبني أمية ، فإنه من باب المصداق ، وقد صدق المثل فقد رأيناهم ، اجتثوا من فوق الأرض ، وذهبت دولتهم المنتفخة الخلابة ، حتى أنهم لا يذكرون إلا باللعن ، ولا يسجلون إلا لبيان مخازيهم.
[٢٨] وكما للشجرة الطيبة ثبات واستقرار كذلك للمؤمن الطيب أنه يثبته الله سبحانه ، ويجعله دعامة للحياة ، كما يؤول أمره إلى الخير والسعادة في الآخرة ، وكما ليس للشجرة الخبيثة ثبات واستقرار كذلك للظالم العاتي