لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٦٢) فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ
____________________________________
شراء الطعام ـ وكان مقلّا ونحوه ـ في متاعهم وأثاثهم وأوعيتهم (لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها) يعرفون البضاعة المردودة إليهم ، وإنما قال «لعل» لأن المعرفة غير لازمة في مثل هذه الأمور في البيوت الكبار فإن الحمل إذا جاء ودخل البيت لم يكن المكلف بفتحه الرجال الذين كانوا يعرفون الأشياء بل الخدم والنساء ، وكثيرا ما لا يدرون هم ما ذهب به ، مما جيء به ، فيشتبه الأمر عليهم ، (إِذَا انْقَلَبُوا) رجعوا (إِلى أَهْلِهِمْ) أبيهم وأقربائهم (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) حيث رأوا الإكرام والاحترام وإن بضاعتهم ردت إليهم ، يرجعون مرة ثانية إلى مصر لشراء الطعام ، وربما قيل أن احتمال رجوعهم كان لأجل أن يردوا الثمن بظن اشتباه حاشية الملك ، وأن يوسف علم أنه ليس لهم غير ذلك فإذا أخذه لم يكن لهم ثمن يرجعون به لشراء طعام جديد.
[٦٤] (فَلَمَّا رَجَعُوا) الأخوة (إِلى أَبِيهِمْ) ومعهم الطعام (قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ) إن لم نذهب ومعنا أخينا بنيامين فقد قال الملك : (فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي) فالمراد تقرر منعه عنا ـ ومنع بالفعل الماضي لإفادة أنه قرر أن يؤتي به في المستقبل ـ كما يقول القائل : هل تفعل كذا؟ فيجيب المسؤول : صار ، أي تقرر ، وذلك لأن المضارع المتحقق الوقوع ينزل بمنزلة الماضي ، ومن المحتمل أن يراد أن الملك منع منا إعطاء الكيل لأخينا بنيامين حيث لم يكن معنا ، ولعل ذلك لأجل أن يوسف أعطاهم بعددهم وعدد من تخلف من أبيه وأهله كيلا ، دون بنيامين ، حرصا لأن