فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٦٣) قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٦٤) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا
____________________________________
يأتوا به (فَأَرْسِلْ) أيها الأب (مَعَنا أَخانا) في هذه المرة (نَكْتَلْ) أي نأخذ الطعام بالكيل للجميع ، يقال كلت فلانا ، أي أعطيته الشيء كيلا ، واكتلت عليه أخذت منه الكيل ، من باب الافتعال ، وأصله نكتال حذف الألف ، لأن الفعل وقع في جواب الأمر ، فجزم ، فالتقى الساكنان «الألف واللام» فحذفت الألف (وَإِنَّا لَهُ) أي للأخ بنيامين (لَحافِظُونَ) أن يصيبه الأذى فقد كان يعقوب شديد القلق به لا يتمكن من مفارقته ، وبعد فقد يوسف صارت محافظته له أشد حيث كان أخاه من الأبوين ، وقد تقدم قول الأخوة «ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا» [٦٥] (قالَ) يعقوب عليهالسلام في جواب الأخوة (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ) استفهام إنكاري أي لا آمنكم عليه فلستم أنتم موضع الأمن والثقة (إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ) يوسف عليهالسلام (مِنْ قَبْلُ) وقد قلتم في يوسف إنا له لحافظون ثم لم تفوا بضمانكم ، والمعنى ليس آمن على بنيامين إلا كأمني على يوسف ـ من قبل ـ (فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً) من حفظكم فإذا سلمته إليكم توكلت عليه في الحفظ لا عليكم (وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) يرحم ضعفي وشيخوختي فلا ينالني مكروه من جهة فقد بنيامين بسبب رحمته وفضله.
[٦٦] وقد كان هذا الحوار بين الأخوة وبين يعقوب قبل أن يفتحوا المتاع (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ) أوعية الطعام التي ملؤوها في مصر (وَجَدُوا