بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (٦٥) قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَنْ يُحاطَ بِكُمْ
____________________________________
بِضاعَتَهُمْ) التي ذهبوا بها ثمنا للطعام (رُدَّتْ إِلَيْهِمْ) لما تقدم من أن يوسف قال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم ، (قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي) ماذا نطلب أكثر من هذا أكرمنا وأعطانا الطعام ولم يأخذ منا الثمن (هذِهِ بِضاعَتُنا) التي ذهبنا بها (رُدَّتْ إِلَيْنا) ردها الملك فلم يأخذها ، فأرسل معنا أخانا إلى الملك لنأخذ منه الطعام (وَنَمِيرُ أَهْلَنا) أي نجلب إليهم الميرة ، وهي الطعام الذي يجلب من بلد إلى بلد ، يقال مارهم إذا جلب إليهم الطعام (وَنَحْفَظُ أَخانا) بنيامين في السفر لئلا يصيبه أذى (وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ) نأخذ من الملك كيل بعير زائدا ، لحصة أخينا ، فقد كان يكال لكل رجل حمل بعير (ذلِكَ) الكيل الزائد (كَيْلٌ يَسِيرٌ) عند الملك لمن ذهب إليه.
[٦٧] وقد أثر كلام الأخوة ، وما رأى من إكرام الملك بردّ البضاعة ، واستسلم لإرسال بنيامين ، لكنه اشترط عليهم (قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ) أي قال يعقوب : لن أرسل بنيامين (مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ) تعطوني (مَوْثِقاً مِنَ اللهِ) ما يوثق به من عهد أو يمين من طرف الله سبحانه ، بذكره عن اسمه في العهد ـ كأن يقولوا نعاهد الله ـ فيكونوا في حرج من جهته سبحانه ، كما أنهم في حرج من جهة عهدهم (لَتَأْتُنَّنِي بِهِ) أي تردون إليّ الابن ، ولا تغدروا به (إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ) أي إلا أن تغلبوا