وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (٣٢) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (٣٣) وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ
____________________________________
(وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ) أي السفن والمراكب ، حيث تحملكم على ظهر الماء من محل إلى محل ، بأن جعل الماء بحيث لا تغرق فيه السفينة (لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ) سبحانه لأنه المهيّئ لوسائل الجريان من رخاء الماء ، وجري الهواء ، أو دفع الحرارة ـ في السفن البخارية وشبهها ـ (وَسَخَّرَ لَكُمُ) أيها البشر (الْأَنْهارَ) المياه الجارية ، لتجري إليكم من كل مكان ، ولو كانت المياه راكدة ، لم ينتفع بها كثير من الناس إلّا بصعوبة.
[٣٤] (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) أي ذللهما وسيرهما لمنافعكم ، فإن الإنسان ينتفع بالشمس في ضوئها وحرها ، للدفء ونضج الثمار وغير ذلك ، كما ينتفع بالقمر في ضوئه ـ ليلا ـ وتأثيره الطبيعي في بعض الأشياء ، كالجزر والمدّ ، وتقويمه الحساب للسنين والشهور والأيام ، إلى غيرها (دائِبَيْنِ) أي في حال كونها مستمرين في عملهما ، شروقا وغروبا ، مدى السنين والأزمان (وَسَخَّرَ لَكُمُ) لمنافعكم (اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) تستريحون في الليل وتعملون في النهار مع ما لهما من المنافع للأبدان والأرواح ، بعدم الضجر والملل من استواء الحالة ، وغير ذلك.
[٣٥] (وَآتاكُمْ) أعطاكم سبحانه (مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) من مال وأولاد ،