وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (٣١) اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ
____________________________________
تقل لهم يقيموا (وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ) مختلف الأرزاق ، رزق العلم ، ورزق الجاه ، ورزق الأولاد ، ورزق المال ، وغيرها (سِرًّا وَعَلانِيَةً) فإن الإنفاق كذلك دليل على رسوخ ملكة الإنفاق في النفس ، بخلاف من ينفق في وقت دون وقت (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ) أي هو يوم القيامة ، أو يوم موت الإنسان (لا بَيْعٌ فِيهِ) فلا يمكن الإنسان أن يبيع شيئا ليشري نفسه من العذاب (وَلا خِلالٌ) أي لا الصداقة ، فإن الصديق لا ينفع هناك صديقه في نجاته من العذاب ، أو المراد ادخروا الأعمال الصالحة ليومكم ذاك فإن ذلك اليوم لا يكون فيه نماء بتجارة أو صداقة ، وإنما يستعمل الإنسان نتائج أعماله السابقة.
[٣٣] إن الكفار تركوا عبادة الله الواحد ، وأخذوا الأنداد ، مع أنه سبحانه هو المتفرد بالملك ، وليس معه من شريك (اللهُ) هو (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) أنشأهما وأبدعهما وأوجدهما من كتم العدم (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ) أي جهة المطر (ماءً) بإنزال المطر (فَأَخْرَجَ بِهِ) أي بسبب ذلك الماء (مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) أيها البشر ، وإنما قال من الثمرات ، لأن جميعها لا تكون أرزاقا للبشر ، فقسم منها يسقط ويتلف ، وقسم منها يصير رزقا للبهائم والحيوانات ، والمراد بالرزق أعم من المأكول والملبوس والمفروش وسائر ما ينتفع به الإنسان