جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ (٢٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠) قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ
____________________________________
إلى دار الهلاك ، فإن البوار بمعنى الهلاك.
[٣٠] (جَهَنَّمَ) بدل من دار البوار (يَصْلَوْنَها) أي يصلاها الذين بدلوا مع أقوامهم ، واللفظة حال عن الفاعل والمفعول في «أحلوا قومهم» (وَبِئْسَ الْقَرارُ) جهنم ، فإنها مقر سيّئ.
[٣١] لقد استبدل هؤلاء الكفار بنعمة الرسول ودعوته إلى التوحيد كفرا فتركوا الدعوة والوحدة (وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) جمع ند ، وهو المثل ، أي أمثالا في العبادة ، فعبدوها كما عبدوا الله تعالى (لِيُضِلُّوا) الناس (عَنْ سَبِيلِهِ) أي سبل الآلهة الباطلة ، واللام للغاية ، وإن لم يقصد الإضلال المضل ، نحو (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) (١) والظاهر بقرينة ـ وأحلوا قومهم ـ أن المراد بمن «جعل» القادة الكبراء.
(قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء الكافرين الجاعلين لله أندادا (تَمَتَّعُوا) قليلا في هذه الحياة بالتنعم من متعها ، والمراد به التهديد ، وإن كان في صورة الأمر (فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ) فإنكم ـ بكفركم ـ إليها تصيرون.
[٣٢] وانصرف يا رسول الله عن هؤلاء الكفار ، وولّ وجهك تلقاء المؤمنين و (قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله وما جئت به (يُقِيمُوا الصَّلاةَ) استمروا على أدائها ، وجزم يقيموا ، لأنه وقع في جواب الأمر ، أي أن
__________________
(١) القصص : ٩.