فَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ (٤٧)
____________________________________
وقال علي عليهالسلام : «والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بمحالب أمه» (١) وقال عليهالسلام : «لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت عليّ» (٢) وفي القرآن الحكيم : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ) (٣) وقال سبحانه : (إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) (٤) إلى غير ذلك.
[٤٨] أنه ليس لمكر هؤلاء أثر فإن الله سبحانه يحبطه وينصر رسله (فَلا تَحْسَبَنَ) أي لا تظنن يا رسول الله أو أيها المتدبر في الأمور ، من كل من يمكن أن يتأتى منه هذا الظن ، وإن كان الخطاب للرسول فليس النهي لأن الرسول كان يظن ذلك بل للتنبيه على أن هذا المكر لا ينفذ ، على طريق المجاز ، أو طريق الكفاية ، نحو إياك أعني (اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ) الوعد الذي وعده إياهم بقوله : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (٥) ، وأيّ نصر أعظم من أنهم باقون في القلوب مورد احترام البشرية ، يذكرونهم بكل تجلّة ، ويزورونهم ومن يمتّ إليهم ، بينما ذهبت الفراعنة والجبابرة حتى لم يبق لهم اسم ، ومن بقي فهو للعن والبراءة وليكون مثلا للظلم والطغيان ، ليجتنب سبيله الناس.
(إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ) غالب قاهر ، (ذُو انتِقامٍ) ينتقم من كل ظالم جبار في الدنيا قبل الآخرة كما نرى التاريخ الغابر والحاضر مليء بالشواهد والأمثلة ، فإنه سبحانه لا يدع الظالم بلا جزاء ، ولا يذر
__________________
(١) الاحتجاج : ج ١ ص ٩٥.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤٢ ص ٢٣٣.
(٣) التوبة : ١١١.
(٤) الجمعة : ٧.
(٥) غافر : ٥٢.