سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (٥٠) لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (٥١) هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ
____________________________________
العنق ، أو مطلق السلسلة.
[٥١] (سَرابِيلُهُمْ) جمع سربال وهو القميص ، أي ألبستهم (مِنْ قَطِرانٍ) وهو شيء أسود لزج منتن يقبل الاحتراق سريعا ، يطلى به الجمل الأجرب ، أي أن ألبستهم من هذا الجنس حتى تكون النار فيهم أسرع لكونها أسرع في الاشتعال وأبلغ في شدة العذاب (وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ) أي تحيط النار بوجوههم حتى تكون على الوجه كالغشاء ، وبيان ذلك بالخصوص لما يعلمه كل إنسان من أن الوجه يتأذّى بأقل شيء من الألم فكيف بالنار المحيطة بها كالغشاء.
[٥٢] وإنما يفعل سبحانه بالمجرمين هذا العذاب المدهش (لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ) فقد كسبت أنفس الظالمين في الدنيا الظلم والمكر فليذوقوا جزاء أعمالهم ، ولا يظن ظان أن عذاب الآخرة بعيد ف (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) فقد قال الإمام عليهالسلام : كل آت قريب والموت أقرب ، وها نحن ننظر أين أولئك الذين عارضوا الرسول؟ أو عارضوا الوصي والصديقة والزكي والشهيد وغيرهم ممن تقدم من الأنبياء عليهمالسلام والصالحين أو تأخر من الأئمة عليهمالسلام والمتقين؟ أليس الكل قد ماتوا ونالوا نصيبهم من العذاب ـ ومن مات قامت قيامته ـ.
[٥٣] (هذا) القرآن (بَلاغٌ لِلنَّاسِ) أي تبليغ لهم ، حتى يأخذوا حذرهم ، وإلا فعن قريب يلاقون هذا المصير المهول (وَلِيُنْذَرُوا بِهِ) فهو بلاغ