وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (٥٢)
____________________________________
لكل وعد ووعيد وحكم وعظة ، بصورة عامة ، كما أنه جيء به لينذر الناس ، فيأخذوا حذرهم ـ وإنما أتى بهذا الخاص بعد ذلك العام لأنه مورد الكلام في الآية السابقة ـ (وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ) لا شريك له ، مما قد كان مصب كلام السورة ، وإنما يعلموا بالقرآن لأنه يبين لهم الحجج والأدلة فلا يقال أن الإذعان بالقرآن متوقف على الإذعان بالإله فكيف يمكن أن يكون الإذعان بالإله متوقفا على الإذعان بالقرآن؟ (وَلِيَذَّكَّرَ) من تذكّر «باب التفعّل» ثم أدغمت التاء في الذال ، وجيء بهمزة الوصل لاستحالة الابتداء بالساكن (أُولُوا الْأَلْبابِ) أي يتعظ أصحاب العقول ، فإن ألباب جمع لب ، وهو العقل ، وإنما خصص بهم تنبيها على أن غير المتعظ إنما هو مجنون ، حيث ترك الآخرة العظيمة لشهوات زائلة ، والله العالم وهو العاصم.