وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (٦) لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧)
____________________________________
وما ورد من أن الأدعية والصدقات وما أشبههما تؤخر الأجل (١) ، فالمراد أنها تؤخر الأجل المعلق ، لا الأجل المحتوم ، ومعنى الأجل المعلق ، أنه لو لا هذه الصدقة لكان يموت في الخميس ، لكن الله يعلم أنه يصّدّق فيموت يوم الجمعة.
[٧] لقد جاء لهم الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالكتاب والقرآن المبين وبصّرهم وأقام عليهم الحجة ، لكن الكفار لم يذعنوا لذلك كله بل أخذوا في الفساد واللجاج راكبين رؤوسهم مستهزئين بالرسول (وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) قالوا ذلك استهزاء وإلا فقد كانوا ينكرون نزول الذكر على الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) حيث تزعم مزاعم المجانين ، بأنك أوحي إليك ، وإننا سوف نكون لك تبعا ، وهكذا يلجأ المبطلون إلى رمي المصلحين بالجنون وما أشبه ، إذ لم يتمكنوا من رد حججهم الصحيحة ، ولم يحروا جوابا لما يرشدون إليه من الإصلاح.
[٨] (لَوْ ما تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ) أي لماذا لا تأتينا بملائكة يشهدون بصدق دعواك (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في دعواك إنك نبي مأمور من عند الله سبحانه ، فإن النبي يقدر على كل شيء.
لكن حجتهم هذه كانت تافهة إلى أبعد الحدود ، فإن النبي إنما يثبت نبوته بالخارقة وقد أثبت النبي بإتيان القرآن ، اما أن يأتي بكل خارقة تتخيلها أدمغة المعاندين ، فإن ذلك عبث لا طائل تحته ، إن
__________________
(١) راجع بحار الأنوار : ج ٤ ص ٢٢٢.