وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (١٩) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (٢٠) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ
____________________________________
(وَأَلْقَيْنا) أي جعلنا (فِيها رَواسِيَ) جمع راسية وهي الجبل ، وإنما قال «رواسي» لأنها السبب في اضطرابها في الماء وعدم تفتتها كما ترسو السفينة في الماء وتستقر (وَأَنْبَتْنا فِيها) أي في الأرض (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) في دقة وإحكام وتقدير ، فالنبات ليس اعتباطا حجمه وشكله ولونه وسائر مزاياه ، بل كل ذلك بالوزن والتقدير ، وليس المراد بالوزن ـ معناه الخارجي ـ بل تشبيه بالموزون الذي ليس فيه زيادة ونقصان ، يقال فلان شخص موزون ، أي دقيق الصفات متساوي الجهات ، لا زيادة في حركاته وسكناته ولا نقصان.
[٢١] (وَجَعَلْنا لَكُمْ) أيها البشر (فِيها) أي في الأرض (مَعايِشَ) جمع معيشة ، وهي آلة العيش ، والبقاء من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وغيرها (وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) عطف على لكم ، أي جعلنا لكم الرزق كما جعلنا للعبيد والبهائم الرزق ، وإنهم ممن نرزقهم ، لا أنتم ترزقونهم ، فإن الإنسان يظن أنه يرزق من تحت يده ، وهو خطأ بل الإنسان أضعف الأسباب بين ألوف الأسباب التي هي المؤدّية للرزق إلى الحيّ ، أو المراد أن من ليس تحت يدكم من الطيور المحلقة في الهواء ، والأسماك السابحة في الماء والحيوانات السارحة في الغبراء ، كلها نرزقها نحن.
[٢٢] وبمناسبة الحديث عن الرزق ، فليعلم البشر أنه ليس برزاق ، ولا من عنده أسباب البقاء بل (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ) أي ما من شيء من الرزق وغير