وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوارِثُونَ (٢٣) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (٢٤) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ
____________________________________
حاصلان ، وإن لم يشرب أحد قطرة ولم ينتفع بالماء حيوان أو نبات.
[٢٤] وإذ تبين أن الأمور الكونية بيد الله سبحانه ، فلنعطف ، إلى لون آخر من الأمور ، وهي الأحياء ، فإن خزائن الحياة والموت أيضا له سبحانه (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ) وإنا لا نعلم من الحياة والموت إلا المظاهر أما المهية فلا يعلمها إلا الله سبحانه ، والأشياء كلها وإن كانت مجهولة الهوية حتى الماء والهواء ، لكن الحياة أغمض مهية ، وأبعد عن الفهم حقيقة ، ومن زعم أن الطاقة أيضا تحت قدرة الإنسان فقد أخطأ ، إذ الإنسان لا يأتي إلا لسبب واحد من عشرات الأسباب المتسلسلة لإيجاد هذا المسبب ـ أي الموت ـ وكون ما يأتي به الإنسان سببا ـ أيضا ـ بجعله سبحانه (وَنَحْنُ الْوارِثُونَ) الذين نرث الأرض وما عليها بعد فناء الجميع
[٢٥] وإذ كانت الحياة بيد الله سبحانه ، فلا ينفع أن يستقدم أحد الموت أو يستأخره ، لأنه (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) (١) (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ) الذين يطلبون تقديم موتهم وتعجيل أجلهم (وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ) الذين يطلبون تأخير موتهم عن موعده المقرر ، فالموت والحياة بيدنا ، ونعلم من يريد تقديم أجله أو تأخيره ، وأن الحشر إلينا.
[٢٦] (وَإِنَّ رَبَّكَ) يا رسول الله (هُوَ يَحْشُرُهُمْ) الحشر هو الجمع ، أي
__________________
(١) الحجر : ٦.