وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠) قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (٤١) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ (٤٢)
____________________________________
الأرض (وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) أضلهم وأحرفهم عن طريق الصواب ، وكان هذا من إبليس غلطا آخر إذ لو فرض أن آدم هو السبب فما ذنب ذريته؟
[٤١] (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ) أي من أولاد آدم (الْمُخْلَصِينَ) بفتح اللام اسم مفعول أي الذين أخلصتهم لطاعتك وطهرتهم عن الآثام ، فإنهم لا يعمل كيدي فيهم.
[٤٢] (قالَ) الله سبحانه في جواب إبليس (هذا صِراطٌ عَلَيَ) أي أن صراط الحق عليّ أن أراعيه ، فإن إبليس لما قال أنه يغوي الناس إلا المخلصين ، فهم منه أن هناك صراط من تعداه كان غاويا ، فقال سبحانه عليّ أن أراعي هذا الصراط وهو (مُسْتَقِيمٌ) لا انحراف فيه ، أما من انحرف فلا أبالي به ، وهذا كما لو قال أحد لمدير مدرسة : إنّي أغوي تلاميذك عن تحضير الدرس ، فيقول : «هذه المدرسة عليّ ، أما من أغوى فليس عليّ شيء منه ، والطلاب الأذكياء يتبعون المنهاج» والفقرة الأخيرة مثل قوله سبحانه.
[٤٣] (إِنَّ عِبادِي) الحقيقيين (لَيْسَ لَكَ) يا إبليس (عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) أي سلطة وقدرة حتى تحرفهم وتغويهم (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) الاستثناء منقطع ، وكأنّ الأصل «إن الناس لا تتسلط عليهم» «إلا من غوى» «أما العباد فلا تقدر عليهم».