إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (٧٧) وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ
____________________________________
المقيم في محل باق ظاهر ، كذلك الطريق المقيم باق لم يندثر ظاهر لمن مرّ به.
[٧٨] (إِنَّ فِي ذلِكَ) الطريق الباقي المعلوم الذي يراه كل من مرّ عليه (لَآيَةً) دلالة على وجوده سبحانه وصدق رسله وعذاب العصاة (لِلْمُؤْمِنِينَ) وإنما خصّهم لأنهم هم الذين ينتفعون أما غيرهم فلا يمرّ عليها إلا وهو معرض غير منتفع بها.
[٧٩] وإذ يقع الفراغ من قصة قوم لوط ، فلننظر إلى سائر الأمم الذين كذبوا الرسل منهم أصحاب الأيكة قوم شعيب النبي عليهالسلام (وَإِنْ كانَ) أي أنه كان ، فإن مخففة من المثقلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف (أَصْحابُ الْأَيْكَةِ) الشجرة المتكاثفة ، وجمعها «أيك» مثل شجرة وشجر ، فقد كانت هناك شجرة ملتفة عند «مدين» مدينة قوم شعيب ، نسب القوم إليها ، أو الأيكة هي الغيضة فقد كان القوم أصحاب غياض (لَظالِمِينَ) كما مرت قصتهم سابقا.
[٨٠] (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ) أي من أولئك الأشخاص ، والمراد بالانتقام إحلال العذاب بهم جزاء أعمالهم السيئة قال في المجمع : إنه كان أصحاب الأيكة لظالمين في تكذيب رسولهم وكانوا أصحاب غياض فعاقبهم الله تعالى بالحرّ سبعة أيام ثم أنشأ سبحانه غمامة فاستظلوا بها يلتمسون الروح فيها فلما اجتمعوا تحتها أرسل منها صاعقة فأحرقتهم جميعا (١)
__________________
(١) مجمع البيان : ج ٦ ص ١٢٧.