وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (٧٩) وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (٨٠) وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (٨١)
____________________________________
(وَإِنَّهُما) أي مدينة لوط ومدينة شعيب (لَبِإِمامٍ) أي واقع في الطريق ، ويسمى الطريق إماما لأنه يؤمّ ويقصد ، والمعنى أن المدينتين بطريق يؤمّ ويتبع ويسلك بين الحجاز والشام (مُبِينٍ) واضح لم يندثر بعد ، وكون الآثار في الطريق أدعى إلى الإعتبار.
[٨١] (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ) «الحجر» اسم مدينة قوم صالح عليهالسلام ، وهم ثمود ، كما قال سبحانه (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً) (١) (الْمُرْسَلِينَ) الأنبياء الذين أرسلوا من قبل الله سبحانه ، وإنما أتى بلفظ الجمع ، إما لأن في تكذيب صالح تكذيبا للأنبياء لأنهم سلسلة واحدة فمن كذب بعضهم فقد كذب جميعهم ، أو لأنه قد أرسل إليهم عدة أنبياء عليهمالسلام فكذبوا الجميع ، وإنما ذكر سبحانه صالحا فقط في قصصهم لأنه آخر الأنبياء عليهمالسلام إليهم ، أو الإتيان بلفظ الجمع ـ لما تقدم سابقا ـ من أن المراد به الجنس ، كما يقول أحدنا ، هكذا رأى الأطباء في هذا المريض ، يريد الجنس لا الجمع ، أي أن هذا الفصيل هكذا ، وهو كثير الاستعمال عرفا.
[٨٢] (وَآتَيْناهُمْ) أي أعطينا أصحاب الحجر (آياتِنا) أي الأدلة الدالة على التوحيد والنبوة والمعاد ، وهي المعجزات التي كان منها الناقة ومنها فصيلها (فَكانُوا عَنْها) أي عن الآيات (مُعْرِضِينَ) أعرضوا عن التفكر فيها والاستدلال بها على المبدأ والمعاد ، فلم يعملوا بما تقتضيه تلك الآيات من الإطاعة والإيمان.
__________________
(١) الأعراف : ٧٤.