وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ (٨٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (٨٣) فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (٨٤) وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ
____________________________________
[٨٣] (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً) فقد كان بلدهم بين الجبال ، فيصنعون لأنفسهم بيوتا جبلية ، بما أعطيناهم من القوة والقدرة (آمِنِينَ) في حياتهم لا يزعجهم مزعج ، والأشخاص الذين في الجبال غالبا يكونون أكثر قوة وأمنا للحواجز الطبيعية بينهم وبين من قصد بهم سوءا ، ولعل الإتيان بهذه الصفة ، دلالة على أنهم مع قوتهم ومنعتهم أخذهم عذاب الله حيث طغوا ولم يؤمنوا.
[٨٤] (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) صاح بهم جبرئيل صيحة هائلة خبلت ألبابهم (مُصْبِحِينَ) في حال كونهم داخلين في الصباح ، في وقت هدوء واستراحة وجمال الأفق وهم أمناء في بيوتهم الحصينة.
[٨٥] (فَما أَغْنى عَنْهُمْ) أي ما أفادهم (ما كانُوا يَكْسِبُونَ) من الأموال والمناصب والأولاد وسائر الملاذ الدنيوية ، إنها لم تدفع العذاب عنهم ، وهكذا قتلت الأمة الأمة في الكفر وتكذيب الأنبياء ، وهكذا أخذ الله الجميع وأهلكهم بأنواع العذاب.
[٨٦] إنّ بالحق خلق هذا الوجود بسمائه وأرضه ، والحق هو مصير الجميع ، فمن حاد عن الحق في هذه الحياة لا يكون نصيبه إلا العذاب والخسران كما رأينا في الأمم السابقة الذين كذبوا وحادوا عن الطريق (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) من أنواع الموجودات (إِلَّا بِالْحَقِ) فلم يكن هناك لغو عبث بل غرض وغاية وصلاح