سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (٨٧) لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (٨٨) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (٨٩)
____________________________________
وأنزلنا عليك (سَبْعاً) أي سبع آيات (مِنَ الْمَثانِي) وهو سورة الحمد تسمى «المثاني» لأنها تثنى في كل صلاة أي إنا أعطيناك سبع آيات من السورة التي تثنى في الصلوات كلها (وَ) آتيناك سائر (الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) وتخصيص «المثاني» بالذكر لأهميتها ، وقد ورد بما ذكرنا من معنى الآية الكريمة وتفسير السبع المثاني بالحمد ، روايات متعددة.
[٨٩] وإذ كنت يا رسول الله متصلا بالوحي مرتبطا بخالق الأرض والسماء ، ومن بيده الجزاء ، الذي أنزل إليك هذا القرآن العظيم ف (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) باستجمال أو ثمن أو استحسان (إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) أي إلى متع الحياة ولذائذها التي أعطيناها أصنافا من هؤلاء الكفار ، فلا تلقي إلى متع الحياة الدنيا نظرة اهتمام بأن تهتم بها ، أو نظرة تمنّ بأن تتمنى مثلها لنفسك ، والزوج هو الصنف ، ويقال له زوج لأن بعض الصنف يشبه بعضا ، والمراد أن ما أعطيناك من النبوة ، وما وعدناك من الآخرة أعظم من ذلك كله (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) أي على هؤلاء الكفار إن لم يؤمنوا ، فإنما أنت أديت ما عليك فلا تذهب نفسك عليهم حسرات (وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) كما يخفض الطائر جناحه لولده أو قرينه تواضعا وتلطفا والمراد ألن جانبك لهم واحلم عنهم إذا أخطئوا ، وتواضع الرئيس يوجب كثرة الأتباع ـ دائما ـ.
[٩٠] (وَقُلْ) يا رسول الله للناس (إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) أي المنذر الواضح ، أنذركم من عذاب الله وعقابه ، فلا تخالفوا أمره ونهيه كي