الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٩٦) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ (٩٧)
____________________________________
وجهه وسمته ولما رجع إلى أهله صار بينهم وبينه كلاما أدى إلى أن قاموا فقتلوه وهو يقول قتلني رب محمد ، ولما أن بشر جبرئيل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن الله قد كفاهم خرج الرسول مناديا : يا معشر العرب أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وإني رسول الله آمركم بخلع الأنداد والأصنام فأجيبوني تملكوا به العرب ويدين لكم العجم وتكونوا ملوكا في الجنة فأخذ القوم يضحكون منه قائلين جن محمد ، لكنهم لم يجسروا عليه لموضع أبي طالب عليهالسلام (١).
[٩٧] ثم وصف سبحانه المستهزئين بقوله (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) يعبدونه ، أن هؤلاء السخفاء هم الذين يستهزءون بالرسول ، وكان الإتيان بهذا الوصف للإشارة إلى مقدار عقولهم فمثلهم كمجنون يضحك من عاقل (فَسَوْفَ) إذا ماتوا ، أو قامت القيامة (يَعْلَمُونَ) جزائهم السيّئ حيث لا مناص.
[٩٨] ثم سلا سبحانه نبيه لما يرد عليه من الآلام والكوارث (وَلَقَدْ نَعْلَمُ) يا رسول الله (أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) بما يقوله الكفار فيك وفي دينك من الطعن والاستهزاء ، وهذا تسلية للرسول فإن الإنسان إذا علم أن ما يصنع به إنما هو في محضر حاكم عادل يخفف له علمه بذلك وطأ الحادثة ، ولذا قال الإمام الحسين عليهالسلام : «هوّن ما نزل بي أنه بعين الله».
وضيق الصدر إنما هو بسبب أن الإنسان المهموم تتولد فيه حرارة
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠ ص ٣٥.