فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ
____________________________________
تبانى الطرفان على أنه إن وجد الصواع في رحل أحد منهم يبقى عند الملك ، أمر يوسف عليهالسلام بتفتيش الرحال.
[٧٧] (فَبَدَأَ) أي ابتدأ يوسف ، أو بعض حاشيته (بِأَوْعِيَتِهِمْ) أوعية الأخوة التي كانت مليئة من الطعام (قَبْلَ وِعاءِ أَخِيهِ) بنيامين ، وإنما فعل لإزالة التهمة ، ولئلا يقولوا ، أن الأمر كان مدبّرا (ثُمَّ اسْتَخْرَجَها) أي السقاية (مِنْ وِعاءِ أَخِيهِ) بنيامين ، في المجمع : فأقبلوا على بنيامين وقالوا له : فضحتنا وسوّدت وجوهنا متى أخذت هذا الصاع؟ فقال : وضع هذا الصاع في رحلي الذي وضع الدراهم في رحالكم ـ يريد ، في المرة الأولى حيث وجدوا بضاعتهم ردت إليهم ـ (كَذلِكَ) أي كذلك الذي ذكرنا (كِدْنا لِيُوسُفَ) الكيد هو التدبير الدقيق الخفي على الناس ، كما قال سبحانه : (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (١) ، ومعنى كيد الله ليوسف ، إلهامه سبحانه إياه بهذا التدبير الذي يسبب إبقاء أخيه عنده ، وقد تقدم أن ذلك لعلّه كان لأجل تخفيف ذنب الأخوة ، بالهول والفزع الذي لحقهم من هذا العار ، ثم بين سبحانه وجه التدبير بقوله (ما كانَ) ليوسف لأن يأخذ (أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) أي في دين ملك مصر ، فإن طريقتهم كانت على مجازاة السارق لا أخذه بنفسه جزاء سرقته ، فقد دبر له سبحانه أن يقول للأخوة «ما جزاؤه إن كنتم
__________________
(١) الأعراف : ١٨٤.