إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (٧٦) قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ
____________________________________
كاذبين» ليقولوا هم جزاؤه المسبّب لبقائه عند الملك (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) استثناء منقطع ، فيدبر هذا التدبير لأخذه ، وقد تقدم في بعض المباحث السابقة ، إن الاستثناء إنما يؤتى به كثيرا في الكلام ، لغرض المتكلم أن صلب الموضوع هو الأصل ، وإنما القيد السابق على الاستثناء كلام خارجي ، فكان الكلام في المقام هكذا : (ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ) (إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) «فإن دين الملك لم يكن يسمح بذلك» (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ) كما رفعنا درجة يوسف بالنبوة والعلم والتدبير (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) فلم يكن يوسف عليهالسلام أعلم الموجودات ، بل كل عالم فوقه أعلم منه ، حتى يصل الأمر إلى العالم لجميع الأمور وهو سبحانه وكأنه لئلا يتوهم أن قوله «نرفع» أنه عليهالسلام بلغ آخر مرتبة العلم ، حتى أنه حوى كل شيء.
[٧٨] ولما رأى الأخوة أن الصواع خرج من رحل بنيامين ، أرادوا أن يبرءوا ساحة أنفسهم ، مبينين أن السرقة إنما اقترفها هذا الأخ ، لعرق لحقه من أمه ، وإلا فيعقوب أجل من أن يسرق ابنه ، واستشهدوا لذلك بأن أخا لبنيامين ـ يقصدون يوسف ـ قد سرق سابقا أيضا ، فهذان الأخوان اللذان من أم واحدة تعاطيا هذه السيئة (قالُوا) أي قالت الأخوة ، ليوسف (إِنْ يَسْرِقْ) الآن ، بنيامين (فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ) من أمه (مِنْ قَبْلُ) يعنون اتهام يوسف بالسرقة.
روي عن الإمام الرضا عليهالسلام أنه قال : كانت لإسحاق النبي عليهالسلام