ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً (٣) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً (٤) ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ
____________________________________
[٤] في حال كون المؤمنين العاملين بالصالحات (ماكِثِينَ) أي لابثين باقين (فِيهِ) في ذلك الأجر (أَبَداً) فإنه لا انقطاع للجنة ، ولا زوال لنعيمها.
[٥] (وَيُنْذِرَ) الرسول ـ بصورة خاصة ، بعد ذلك الإنذار العام لكل من خالف ـ (الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) وهم اليهود والنصارى ، فإنهم ما دام هذا الاعتقاد عندهم ، منذرين ، مهددين في الدنيا بالخزي ، وفي الآخرة بالعذاب ، فإن الاختلافات الشديدة بين اليهود والنصارى من جانب ، وبين طوائف كل دين منهما مدهش جدا ، حتى أن الاختلاف بين المسلمين وبينهما ، أو بين طوائف المسلمين ، ليس عشر معشار ذلك ، ولذلك تاريخ وتفصيل نكتفي منه بهذه الجملة ، وهو أن «سلامة موسى» يذكر في كتاب «حرية الفكر» أن خصاما وقع بين طائفتين مسيحيتين في «ألمانيا» زهقت ـ من جرائه ـ أربعة عشر مليون من مجموع السكان الذين هم ثمانية عشر مليونا!!
[٦] (ما لَهُمْ) أي لهؤلاء الذين قالوا اتخذ الله ولدا (بِهِ) قولهم هذا (مِنْ عِلْمٍ) وإنما يقولون ذلك تقليدا (وَلا لِآبائِهِمْ) علم بذلك ، وإنما قالوه اعتباطا (كَبُرَتْ كَلِمَةً) أي عظمت الكلمة كلمة (تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) أي أفواه هؤلاء الكفار ، فقد قالوها وأظهروها مع ما فيها من الإساءة والقبح ، وأفواه جمع «فوه» بمعنى الفم ، والكلمة حيث تطلق على