إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً (٥) فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (٦) إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها
____________________________________
المكتوب والملفوظ ، وما أشبههما ، أتى بقيد «من أفواههم» (إِنْ يَقُولُونَ) أي ما يقول هؤلاء (إِلَّا كَذِباً) وافتراء على الله سبحانه ، فهو سبحانه منزه عن الولد.
[٧] ولقد كان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم يغتم غما شديدا حيث يرى هؤلاء منحرفين بهذه المثابة ، فسلّاه سبحانه أن لا يغتم لهم ، فإن انحرافهم لا يضر إلا أنفسهم ، أما الرسول فقد أعذر في الهداية والإرشاد (فَلَعَلَّكَ) يا رسول الله (باخِعٌ) أي مهلك (نَفْسَكَ) غمّا وحزنا (عَلى آثارِهِمْ) أي ما يظهر منهم من الأثر ، فإن الكافر يظهر منه آثار الكفر ، كما أن المؤمن يظهر منه آثار الإيمان (إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ) أي بالقرآن ، فإنه حديث الله سبحانه لهداية البشر (أَسَفاً) تمييز لباخع نفسك.
[٨] إن بدء الأمر من الله وأن إليه المصير ، وقد جعل سبحانه أمور الدنيا ليختبر الصالح من الطالح ، فليس على الداعي أن يهتم هذا الاهتمام المؤدي إلى الهلاك ، إذا رأى إعراض الناس ، فإن الناس لا بد فيهم من تغره الحياة ، فما إعراضهم بعجيب ، وهذا كما تقول : لا تغتم أيها المدير ، فقد جعلت المدرسة للاختبار فإذا رأيت سقوط بعض الطلاب ، فإنه أمر طبيعي (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ) من أنواع المخلوقات المختلفة ، من جماد وحيوان وإنسان (زِينَةً لَها) أي