أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (٦٠) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (٦١) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (٦٢)
____________________________________
أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) فيه أقوال وقد رجح بعض أهل الاطلاع ، أنه محل التقاء البحر الأحمر والبحر الأبيض ، أو مجمع خليجي العقبة والسويس في البحر الأحمر ، وقد كان الموعد هناك (أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) أي زمانا طويلا ، وهذا كما يقول القائل أسير وراء مطلبي إلى النجف ، أو إلى ما شاء الله ، فيما كان أكثر الاحتمال وجود المطلب في النجف ، والحقب الدهر ، أو ثمانين سنة ، والمراد : السير حتى الوصول إلى المطلب.
[٦٢] (فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما) أي محل اجتماع البحرين (نَسِيا حُوتَهُما) فقد ورد أنهما هناك رأيا إنسانا ، وذهب يوشع لغسل السمكة ، فحييت بإذن الله سبحانه ، وفلتت من يد يوشع في البحر ونسي يوشع القصة ، كما نسي موسى عليهالسلام أن يسأله ، ثم أخذا يسيران (فَاتَّخَذَ) الحوت (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ) أي السبيل الذي اختاره (سَرَباً) أي مسلكا يذهب فيه.
[٦٣] (فَلَمَّا جاوَزا) أي موسى عليهالسلام ويوشع ، ذلك المكان ، وأخذا يسيران ، أحس موسى عليهالسلام بالجوع (قالَ) موسى (لِفَتاهُ) يوشع (آتِنا) أي جئ إلينا (غَداءَنا) أي طعامنا للغداء (لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً) أي تعبا وشدة ، فلنأكل الحوت لنتقوى ، ويذهب التعب عنا.