وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً (٥٩) وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى
____________________________________
رحمته وفضله ، لا يأخذ هؤلاء فورا ، بل أنه تفضل عليهم بامتداد أجلهم إلى موعده ، وذلك منتهى الرجاء العادي في إيمانهم ، أما إذا لم يؤمنوا وجاء الموعد ، فلا مناص ، ولا خلاص.
[٦٠] ولا يغرنّ هؤلاء طول بقائهم في الدنيا ألا يعتبرون بالقرى التي أهلكناها حين ظلموا وعتوا؟ (وَتِلْكَ الْقُرى) أي قرى عاد وثمود ، وقوم لوط ونوح ، وغيرها (أَهْلَكْناهُمْ) أي أهل القرية (لَمَّا ظَلَمُوا) بتكذيب الأنبياء ، والعصيان عن أوامر السماء (وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ) أي هلاكهم ، فالمهلك مصدر ميمي (مَوْعِداً) خاصا ، فلم نأخذهم حتى وصلوا إلى ذلك الموعد ، وحينذاك حل بهم العقاب.
[٦١] وإذ أخبر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الناس بقصة أصحاب الكهف ، سألوه عن قصة العالم الذي أمر الله موسى أن يتبعه ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات ، وهذه القصة تشترك مع القصة السابقة ، في اشتمالها على بعض آيات الله سبحانه «كإحياء السمكة» كما أنها تشترك مع تلك في سير موسى كأصحاب الكهف ، سيرا إلى الله سبحانه ولمرضاته (وَ) اذكر يا رسول الله (إِذْ قالَ مُوسى) بن عمران نبي بني إسرائيل ، صاحب الدعوة المشهورة التي اعتنقتها اليهود (لِفَتاهُ) أي شابه الذي كان يلازمه ويخدمه ، وهو يوشع بن نون ، وقد كان وصيا لموسى ، إن الله قد أمرني أن أتبع رجلا عند ملتقى البحرين ، وأتعلم منه فتزود يوشع حوتا مملوحا وخرجا (لا أَبْرَحُ) أي لا أزال أسير إلى المقصد الذي أمرني الله (حَتَّى