فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً (٦٤) فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً (٦٥) قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (٦٦)
____________________________________
سبحانه كان أخبر موسى عليهالسلام ، بأن آية ذلك الرجل ظهور خارقة منه ، لا كما قيل أن الآية كانت إحياء السمكة الميتة ، حتى يقال : كيف يجوز ـ على هذا ـ أن يقصد موسى أكل السمكة ، حين قال لفتاه آتنا غداءنا؟ (فَارْتَدَّا) أي رجع موسى عليهالسلام وفتاه (عَلى آثارِهِما) أي الآثار التي تعديا منها يريدان نفس الطريق الذي سارا فيه (قَصَصاً) من قصّ ، بمعنى اتبع الأثر ، فهو مفعول مطلق لقوله «ارتدا» أي ارتدا ارتدادا ورجعا رجوعا.
[٦٦] ولما وصلا إلى محل الحوت (فَوَجَدا) موسى وفتاه (عَبْداً مِنْ عِبادِنا) هو خضر عليهالسلام ، وقد ورد أنه كان نبيا مرسلا ، بعثه الله إلى قومه ، فدعاهم إلى توحيده ، والإقرار بأنبيائه ورسله وكتبه ، وكانت آيته أنه كان لا يجلس على خشبة يابسة ، ولا أرض بيضاء ، إلا اهتزت خضراء ، وإنما سمى خضرا لذلك ، وكان اسمه «بليابن» (آتَيْناهُ) أي أعطيناه (رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا) أي فضلا من طرفنا ، وكل رحمة من عنده سبحانه ، وإنما الإتيان هنا بذلك للإشارة إلى فضله سبحانه عليه ، وقد كان من فضله سبحانه عليه النبوة ، وطول العمر ، وغيرهما (وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) فكان علمه غير محتاج إلى التحصيل.
[٦٧] (قالَ لَهُ مُوسى) بعد التعارف والتسليم (هَلْ أَتَّبِعُكَ) يا خضر ـ ومن هنا يسدل الستار على أمر فتى موسى عليهالسلام وكأنه رجع من هناك ، فلم يكن معهما بعد التلاقي ـ (عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) أي هل