قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً (٧٥) قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً (٧٦) فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ قالَ
____________________________________
[٧٦] (قالَ) خضر لموسى عليهالسلام (أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) لما تبعتني مشترطا بأنك لا تعارضني في أعمالي ، حتى أبين لك وجهها فيما بعد؟
[٧٧] (قالَ) موسى عليهالسلام معتذرا (إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها) أي بعد هذه المدة (فَلا تُصاحِبْنِي) ، لا تتركني أصحبك (قَدْ بَلَغْتَ) يا خضر (مِنْ لَدُنِّي عُذْراً) ، قد أعذرت فيما بيني وبينك و «عذرا» مفعول بلغت ، أي قد بلغت إلى حال يعذرك الناس بالنسبة إلي لو نحيتني عن نفسك ، فلقد خولف الشرط ـ حينذاك ـ ثلاث مرات.
[٧٨] (فَانْطَلَقا) يمشيان (حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ) وهي قرية ناصرة ، التي سميت النصارى بهذا الاسم لانتسابهم إلى هذا المحل (اسْتَطْعَما أَهْلَها) أي سألاهم الطعام (فَأَبَوْا) ، أهل القرية (أَنْ يُضَيِّفُوهُما) ، أن يقبلوهما ضيفين ، يقال ضيف زيد عمروا ، أي قبله ضيفا عنده (فَوَجَدا) خضر وموسى (فِيها) ، في تلك القرية (جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ) وصف الجدار بالإرادة مجاز ، لأنه شبيه بالمريد ، في أنه انحنى مائلا للانهدام ، والانقضاض بمعنى السقوط بسرعة (فَأَقامَهُ) ، سواه وعدله (قالَ) موسى كيف تصلح شؤون هؤلاء ، وهم قد بخلوا