لَوْ شِئْتَ لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (٧٧) قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٧٨) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (٧٩)
____________________________________
عليك بالضيافة (لَوْ شِئْتَ) هذا العمل (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) لكي نسد بذلك الأجر جوعنا؟
[٧٩] ولما اعترض موسى عليهالسلام على خضر هذا الاعتراض الثالث (قالَ) خضر (هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ) أي هذا وقت الفراغ ، أو هذا الإنكار علي هو المفرق بيننا ، لأنك قلت (إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي) (سَأُنَبِّئُكَ) يا موسى أي أخبرك ، ولعل دخول السين لأجل إن بين هذه القضية وبين الإخبار ، كان فصل زمان قليل (بِتَأْوِيلِ) بتفسير ، وإنما سمي تأويلا ، لأن تلك الأعمال إنما صدرت لأجل ذلك الأول والأخير ، الذي ترجع إليه (ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) فبادرت بالاعتراض ، والسؤال عنها.
[٨٠] (أَمَّا السَّفِينَةُ) التي خرقتها (فَكانَتْ لِمَساكِينَ) ملكا لهم ، والمراد بالمساكين هم الفقراء الذين أسكنتهم الحاجة ، فلا يقدرون على حركة يقدر عليها الأغنياء (يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ) يتعيشون بهذه السفينة (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) ، أحدث فيها عيبا ، يسبب عدم الرغبة فيها (وَكانَ وَراءَهُمْ) أي في عقب هؤلاء المساكين أصحاب السفينة (مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ) صالحة (غَصْباً) أما إذا كانت السفينة معيبة ، فإن الملك لم يكن يأخذها ، ويعيرها أهمية ، فأردت إبقاء هذه السفينة بيد أصحابها