أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً (٨٢)
____________________________________
أَبُوهُما صالِحاً) قد دفن هذا الكنز للغلامين ، وجعل الجدار علامة له ـ ولعله كان قد أوصى بعض خواصه ، أن الغلامين إذا كبرا ، فليذهبا إلى محل الجدار ليجدا فيه إرثا لهما مني ـ وحيث إن الجدار إذا سقط ذهب الأثر ، ولم يصل الإرث إلى الغلامين ، وأراد سبحانه انتفاعهما به لصلاح أبيهما ، أمرني بإقامة الجدار (فَأَرادَ رَبُّكَ) يا موسى (أَنْ يَبْلُغا) أي يبلغ الغلامان (أَشُدَّهُما) يكبرا ويعقلا ويبلغا قوتهما (وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما) لينتفعا به علما ومالا (رَحْمَةً) وفضلا (مِنْ رَبِّكَ) عليهما (وَما فَعَلْتُهُ) أي ما فعلت شيئا من الأمور الثلاثة ، التي استغربتها (عَنْ أَمْرِي) ومن قبل نفسي ، وإنما فعلت ما فعلت بأمر الله وإذنه وإجازته (ذلِكَ) الذي قلته لك في وجه الأمور الثلاثة (تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) وثقل عليك ، حيث لم تكن تعرف وجهه.
وهنا أسئلة هي : أولا ، إنه كيف يجوز تخريب شيء؟ ألا يوجب ذلك الضمان؟ وثانيا كيف يجوز القصاص قبل الجناية؟ وثالثا كيف أخلف موسى الوعد حيث شرط أن لا يسأل ، وقد سأل؟ ورابعا كيف يكون موسى ، وهو أفضل تابعا لخضر ، وهل يجوز أمر الأفضل باتباع المفضول؟ وخامسا كيف نسي موسى ، والأنبياء منزهون عن النسيان؟ والجواب عن الأولين ، أن ذلك كان جائزا في شريعة الخضر ، وما المانع عن ذلك؟ وعن الثالث ، أن موسى علق عدم السؤال بالمشيئة ، فلم يكن خلف. وعن الرابع ، أن الأفضل ، يجوز أن يتعلم من غير