وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (٨٣) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (٨٤) فَأَتْبَعَ سَبَباً (٨٥)
____________________________________
الأفضل كما أن الرسول كان يتعلم من جبرائيل. وعن الخامس ، قالوا أن المراد بالنسيان نتيجة النسيان ـ كما سبق تقريره ـ فلا ينافي ذلك القاعدة العامة في عصمة الأنبياء.
[٨٤] وإذ أتم السياق قصة موسى والخضر عليهالسلام ، عطف على السؤال الآخر الذي وجه إلى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حول ذي القرنين ، فقال سبحانه (وَيَسْئَلُونَكَ) يا رسول الله (عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) أي عن خبره ، وقصته ، وقد ورد في الأحاديث أنه لم يكن نبيا ولا ملكا ، وإنما كان عبدا أحب الله وأحبه الله ، وجاء إلى قومه ، يدعوهم فضربوا على قرنه ـ أي طرف رأسه ـ فذهب عنهم ، ثم أتى إليهم مرة أخرى ، ودعاهم ، فلم يجيبوا له ، بل ضربوه على قرنه الآخر ، فذهب عنهم ، ثم جاء في الثالثة وملك البلاد ، (قُلْ) يا رسول الله في جوابهم (سَأَتْلُوا) أي أقرأ (عَلَيْكُمْ مِنْهُ) من ذي القرنين (ذِكْراً) خبرا وقصة.
[٨٥] (إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ) بأن سلطناه عليها ، وبسطنا ملكه فيها (وَآتَيْناهُ) أعطيناه (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) أي علما يتسبب به إلى ما يريد ، وطريقا يتوصل به إلى ما يحب ، فقد أعطي أسباب الحكم ، وأسباب العمران ، وأسباب السلطة.
[٨٦] (فَأَتْبَعَ سَبَباً) أي اقتضى أحد تلك الأسباب موجها وجهه نحو المغرب ، وسالكا طريقه إلى هنالك ، فإن الإنسان بدون السبب ـ من