حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً (٩٠) كَذلِكَ وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً (٩١) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً (٩٢)
____________________________________
ليبدأ رحلته الثانية نحو المشرق ، فسلك طريقا ، هو سبب الوصول إلى المشرق.
[٩١] (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ) أي أول العمارة من الجانب الشرقي من الأرض (وَجَدَها) وجد الشمس (تَطْلُعُ عَلى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِها سِتْراً) فكانوا عراة لا يجدون ما يسترون به أنفسهم من لفح الشمس الحارة ، أو المراد أن القوم في أرض مستوية ، لا جبال فيها ، ولا أشجار تسترهم عن حر الشمس ، كبعض صحارى إفريقيا.
[٩٢] (كَذلِكَ) الذي ذكرنا كانت رحلة ذي القرنين (وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً) أي كنا عالمين ، بما عند ذي القرنين من الآلات والجيوش والعدة ، والنوايا التي في صدره ، فقد كان مكشوفا لدينا ، كما كان القوم مكشوفين للشمس.
[٩٣] (ثُمَّ أَتْبَعَ) ذو القرنين (سَبَباً) وسلك سبيلا ثالثا في رحلته الثالثة ، يتسبب به للوصول إلى مكان آخر ، وهناك وصل إلى محل كان فيه أقوام مختلفة ، لا تفهم لغتهم ، وقد كان هذا المكان بقرب جبلين ، بينهما ممر ، وكان وراء الجبلين قبيلتان تسميان «يأجوج» و «مأجوج» وكانت القبيلتان تنزلان من هذا الممر على القوم ، فتعيثان فيهم الفساد ، وهناك عند ما رأى القوم ذا القرنين الملك المظفر القوي ، طلبوا منه أن يسد عليهم هذا الممر ، ليأمنوا شر يأجوج ومأجوج ففعل ذو القرنين ما