حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (٩٣) قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ
____________________________________
طلبوا منه ، ثم شكر الله على أن وفقه لهذا العمل ، وأخبر القوم ، أن هذا السد يبقى حتى يوم القيامة ، إذ تسوى الأرض ، فيكون السد دكا ، كسائر الارتفاعات.
[٩٤] (حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) أي الحاجزين ، وهما جبلان أو السدان اللذان كان بينهما ممر (وَجَدَ مِنْ دُونِهِما) من ورائهما وبالقرب منهما (قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً) لا يعرفون كلام أحد ، لأن لهم لغة خاصة ، فغرابة لغتهم ، وقلة فطنتهم ، أورثت الصعوبة في التفاهم معهم.
[٩٥] (قالُوا) قال أولئك القوم (يا ذَا الْقَرْنَيْنِ ، إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ) وإنما قال «مفسدون» لأنهما قبيلتان ، فباعتبار أفرادهما جيء بالفعل جمعا ، والمراد بالأرض أرضهم ، لا كل الأرض كما هو واضح (فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ) يا ذا القرنين (خَرْجاً) أي بعضا من أموالنا ، وإنما سمي الخرج بذلك لخروجه من مال الإنسان ، كما سمي الدمل خراجا لخروجه من البدن (عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ) بين يأجوج ومأجوج (سَدًّا) حائطا بين هذين الجبلين ليسد الممر الذي ينزلان منه إلينا وقد كان طلبهم في صورة الاستفهام من باب التأدب.
[٩٦] (قالَ) ذو القرنين (ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ) أي ما أعطاني الله من