قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (٩٧) قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٩٨) فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ
____________________________________
يوسف بالذات ـ (قالُوا) قالت الأخوة (يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) أي كلفوه بالاستغفار لهم ، لأنهم كانوا يعلمون باستجابة دعائه فإن دعاء الوالدين في حق الولد مستجاب ، خصوصا مثل يعقوب النبي الجريح الفؤاد (إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ) في ما ارتكبناه من العمل.
[٩٩] (قالَ) يعقوب عليهالسلام في جوابهم (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) طلب غفرانه لكم ، ورد في الأحاديث أنه إنما أخر الاستغفار بغية أن يستغفر لهم وقت السحر ، لأنه أقرب إلى الإجابة ، (إِنَّهُ) سبحانه (هُوَ الْغَفُورُ) الذي يغفر الذنب ويمحيه (الرَّحِيمُ) الذي يرحم عباده ويتفصل عليهم ، روي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنه سئل عن أولاد يعقوب قال : ما كان أولاد يعقوب أنبياء ، ولكنهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء ، ولم يكونوا يفارقوا الدنيا إلا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا (١).
[١٠٠] ولما أن بشّر يعقوب وأهله بأن ولدهم يوسف أصبح ملك مصر ، بيده الأمر والنهي ، وإنه أرسل إليهم ، تجهزوا للرحيل بكل سرعة ، وجاءت القافلة وملؤها الفرح يحدوها السرور والرغبة حتى وصلت أرض مصر (فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى) أي ضمّ ، من الإيواء بمعنى إعطاء المحل والمكان (إِلَيْهِ) أي إلى نفسه (أَبَوَيْهِ) يعقوب وراحيل ، وقد كان لقائهم خارج المدينة ، فقد استقبلهم يوسف عليهالسلام ،
__________________
(١) راجع القصص للراوندي : ص ١٢٩.