وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ (٩٩) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً
____________________________________
وهناك تلاقى معهم ورحب بهم ، وضم الأبوين إلى نفسه ـ ولعله بالمعانقة والتقبيل وما أشبه ـ كما هو المعتاد عند لقاء الأحبة ، وبالأخص العائلة (وَقالَ) لهم يوسف (ادْخُلُوا) مدينة (مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ) بمشيئته وإرادته (آمِنِينَ) في حال كونكم في أمن وأمان.
[١٠١] (وَرَفَعَ) يوسف (أَبَوَيْهِ) يعقوب وراحيل (عَلَى الْعَرْشِ) أي سرير المملكة إعظاما لهما ، وقد كان لا يجلس على السرير إلا الملك (وَخَرُّوا) أهل يوسف (لَهُ) ليوسف (سُجَّداً) جمع ساجد ، كما أن ركّع ، جمع راكع ، احتمل بعض العلماء أن السجود لغير الله سبحانه ـ بإذنه تعالى ـ كان جائزا في الأمم السابقة ، كما سجدت الملائكة لآدم ، وسجد أهل يوسف ليوسف ، حسب ما يظهر من القرآن الكريم ، وكم من حكم كان في الأمم السابقة جائزا ولم يجز في هذه الأمة ـ وذلك ليس خلافا للعقل ، فإنه كما يجوّز العقل التعظيم دون الركوع والسجود ، يجوز التعظيم إلى حدهما ، أقول : لكن في المقام نص خاص دل على السجود لم يكن لآدم وليوسف ، وإنما لله سبحانه ، وكأنهما عليهالسلام كانا محل التوجه كما نسجد نحو الكعبة لله سبحانه ، وفي ذلك تعظيم ضمني لمن يسجد نحوه ، فقد سئل يحيى ابن أكتم موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل فعرضهما على أبي الحسن علي بن محمد عليهالسلام ، فكان إحداها أن قال : أخبرني أسجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء؟ فأجاب أبو الحسن عليهالسلام : أما سجود يعقوب وولده فإنه لم يكن ليوسف ، وإنما كان ذلك منهم طاعة لله وتحية ليوسف ، كما أن السجود من الملائكة لآدم عليهالسلام ، كان منهم