قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (١٠٩) قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (١١٠)
____________________________________
أو النار ، أو سائر ما يخبر به الأنبياء مما وراء الغيب ، (قُلْ) يا رسول الله (لَوْ كانَ الْبَحْرُ) أي جنس البحر ليشمل جميع البحار (مِداداً) لكتابة (كَلِماتُ رَبِّي) ما أظهره وألقاه من الموجودات ، فإنها كلمات الله سبحانه ، تشبيها بالكلام الذي يلقيه الإنسان ويظهره في الخارج (لَنَفِدَ) ماء (الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي) في الكتابة ، فإنها تبقى غير مكتوبة كلها ، وقد خلص وتم ماء البحر (وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ) أي بمثل البحر (مَدَداً) له وعونا ، فإن كلمات الله أكثر من أن تنفدها بحار العالم ، وبحار أخر تمدها.
[١١١] وأخيرا يوجز القول حول التوحيد والرسالة والمعاد ، مما كان مرمى السورة من أولها إلى آخرها (قُلْ) يا رسول الله (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) في الأكل والشرب والملامسة وغيرها من الشؤون البشرية ، فلست ملكا أو غيره ، وإنما الفرق بيني وبينكم أنه (يُوحى إِلَيَ) فلوجهة ربط بالله سبحانه جعلني مستعدا لتلقي الوحي وخصني الله بذلك من بينكم ، وأهم ما يوحى إلي هو (أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) لا شريك له ولا شبيه (فَمَنْ كانَ) منكم (يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) أي يطمع في ثوابه وحسن جزائه (فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) يسعد به في الآخرة (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) فلا يجعل له شريكا في العبادة ، كما لا يجعل له