ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً (١٠٦) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (١٠٧) خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً (١٠٨)
____________________________________
أصلا ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، والتفصيل غير مراد هنا ـ كغالب هذه المواضع من أشباهه ـ
[١٠٧] (ذلِكَ) كما ذكرنا (جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ) ولماذا؟ (بِما كَفَرُوا) أي بسبب كفرهم (وَاتَّخَذُوا آياتِي) الكونية والشرعية (وَرُسُلِي هُزُواً) أي مهزوا به ، فقد كانوا يستهزئون بالآيات الكونية ، والقرآن والرسول ، فقد حبطت أعمالهم الصالحة ، وجوزوا النار بكفرهم واستهزائهم.
[١٠٨] لقد كان ذلك حال الكافر ، فما هو حال المؤمن؟ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) إيمانا صحيحا بالأصول (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) التي تصلح للسعادة (كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ) الفردوس هي الجنة التي يجتمع فيها الملاذ ، من أشجار وأنهار وأزهار وأطيار (نُزُلاً) منزلا مهيئا لهم.
[١٠٩] في حال كونهم (خالِدِينَ) دائمين (فِيها) أبدا (لا يَبْغُونَ) لا يطلبون (عَنْها) عن تلك الجنات (حِوَلاً) تحولا إلى موضع آخر لطيبها وملاذها.
[١١٠] ثم يأتي السياق ليندد بالكفار الذين ينكرون كل شيء استنادا إلى علمهم المحدود ، وكأنهم يعلمون كل شيء ، ألا فليعلم البشر أن علمه لا شيء ، في مقابل مخلوقات الله التي لا حد لها ، ويصور هذا الخلق الذي لا يتناهى في مثال «إن البحر لو كان مدادا ، وكتب به كلمات الله بقيت الكلمات ، ونفد البحر» فكيف يمكن للإنسان أن ينكر الجنة