هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (١٠٤) أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً (١٠٥)
____________________________________
كافرا (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ) نخبركم (بِالْأَخْسَرِينَ) أي بأخسر الناس (أَعْمالاً) الذين تكون خسائرهم أكثر من خسائر غيرهم؟
[١٠٥] (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) أي ما سعوا وعملوا في هذه الحياة ضل وضاع عنهم (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) يظنون أنهم يعملون حسنا ، والذين ضل ، من تتمة الاستفهام ، بدل من «الأخسرين».
[١٠٦] (أُولئِكَ) وهذا جواب عن الاستفهام ، هم (الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ) أي جحدوا آيات الله ، فلم يستدلوا بها على الله سبحانه وصفاته ، وسائر شؤونه ، وجحدوا المعاد الذي فيه لقاء الله سبحانه ، بمعنى لقاء جزائه وحسابه (فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) بطلت وضاعت أعمالهم الحسنة ، إنهم كانوا مؤمنين ، كانت أعمالهم مصونة محفوظة ، أما وقد كفروا ، فقد حبطت أعمالهم (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) أي لا مرتبة لهم ، ولا نعير لهم أهمية ، ولا قيمة لهم عندنا ، فإن الشيء الخفيف الذي لا يوزن ، لا قيمة له ، ولذا جعل عدم الوزن كفاية عن عدم القيمة ، وإنما كان هؤلاء أخسرين أعمالا ، لأن هناك أعمالا للدنيا يرى العامل جزاؤها في الدنيا ، وأعمالا للآخرة يرى العامل جزاؤها في الآخرة ، أما أعمال هؤلاء فهي بزعمهم للآخرة ، ولا يرون لها جزاء