وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (٦) يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (٧) قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا (٨)
____________________________________
إبراهيم ، وقال «آل يعقوب» لاحترامهم بكون الأنبياء فيهم (وَاجْعَلْهُ) أي اجعل ذلك الولد يا (رَبِّ رَضِيًّا) مرضيا عندك ، ممثلا لأمرك ، فلا يكن فاسدا ، لا يصلح لإرثي ، والرضى صفة لنفس الولد ، لكنها تلازم كونه مرضيا.
[٨] وقد استجاب الله دعاءه فناداه (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ) ولد (اسْمُهُ يَحْيى) ولعله سماه سبحانه بهذا الاسم ، كناية عن أنه يحيى حياة صالحة (لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا) فلم يسمي أحد ولده بهذا الاسم ، وإنما ابتكر هذا الاسم لولدك تكريما لك ، فإن لكل جديد لذة ولكل تخصيص كرامة.
[٩] ولقد فوجئ زكريا بهذه الاستجابة المسرة ، كيف يكون له ولد ، وهو شيخ ، وامرأته عاقر لم تلد في شبابها ، فكيف وأنها شاخت وهرمت؟ ولذا أراد السؤال عن الكيفية (قالَ) زكريا يا (رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) أي كيف يكون لي غلام ، ولعل سؤاله كان حول رجوعه شابا ، أو عن امرأة جديدة ، أو بهذه الحالة عن هذه المرأة العاقر؟ (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) لا تلد (وَقَدْ بَلَغْتُ) أنا (مِنَ الْكِبَرِ) في العمر (عِتِيًّا) العتي هو الذي بلغ به طول العمر إلى حالة اليبس والجفاف ، كأنه ليس فيه مادة صالحة لنشأة الولد؟