وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (٤) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ
____________________________________
الأشياء (وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً) فإن الشيب والبياض ، إذا ظهر في الرأس وغمرها ، كانت الرأس كالمشتعل في التلألؤ والبريق ، وهذا أبلغ ، من «اشتعل الشيب في الرأس» (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ) بدعوتي إياك فيما مضى ، يا (رَبِّ شَقِيًّا) مخيبا محروما ، فإنك قد عودتني الإجابة فيما مضى ، يا (رَبِّ شَقِيًّا) مخيبا محروما ، فإنك قد عودتني الإجابة فيما مضى ، وأنا في سن الشباب والقوة ، فلا بد أنك لا تحرمني هذا الدعاء وأنا في حال المشيب والضعف.
[٦] وإذ ذكر عليهالسلام حاله المستحق للترحم ورجائه الذي عوده باريه باستجابة دعائه بين ما يخشاه وما يطلبه (وَإِنِّي) يا رب (خِفْتُ الْمَوالِيَ) جمع مولى ، وهو الأولى بالتصرف في الأموال بعد الإنسان بالإرث ، (مِنْ وَرائِي) أي من خلفي الذين يرثونني ، أخشاهم أن لا يعملوا ، بما يبقى لهم مني على وجه الصلاح (وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً) أي لا تلد ، فليس لي منها أولاد حتى يقوموا بواجب تراثي من بعدي من الصلاح والإصلاح (فَهَبْ لِي) يا رب (مِنْ لَدُنْكَ) أي من عندك (وَلِيًّا) ولدا يلي أموري من بعدي ، ويكون هو الأولى بميراثي.
[٧] (يَرِثُنِي) ذلك الولي (وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) لعل ذلك باعتبار أم الولد ، أي زوجة زكريا ، فقد كانت خالة «مريم» من نسل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهمالسلام. ولذا كان عيسى عليهالسلام ، من نسل