وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (١٥) وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا (١٦) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا (١٧)
____________________________________
البرزخ الطويل الأمد (وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) أي يحيى للحساب والجزاء ، فإذا سلم في ذلك اليوم ، كان سالما من العذاب والشقاء أبد الدهر ، وهذا هو معنى السلام على الميت ، يعني لتكن سالما من العذاب هناك في قبرك وآخرتك.
[١٧] (وَاذْكُرْ) يا رسول الله (فِي الْكِتابِ) أي القرآن (مَرْيَمَ) أي قصة مريم الطاهرة ، وولادتها لعيسى عليهالسلام من غير أب (إِذِ) حين (انْتَبَذَتْ) النبذ أصله الطرح ، والانتباذ منه ، إلا أنه يستعمل بمعنى التنحي يقال : انتبذ فلان ناحية أي تنحى ناحية ، كأنه طرح فيها ، والمراد أن مريم انفردت وتنحت (مِنْ أَهْلِها) أبويها ، وسائر قراباتها (مَكاناً شَرْقِيًّا) طرف مشرق الأهل ، بحيث كان أهلها في طرف الغرب ، وهي في وجهة شرقهم ، ولعلها أرادت الاغتسال ، ولذا اختارت هذا الطرف ، حتى لا تتأذى بالبرد ، بل تشرق الشمس عليها ـ وهذا هو المستفاد من كلام بعض المفسرين ـ.
[١٨] (فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ) دون الأهل (حِجاباً) سترا ضربته ليحجبها عن أهلها ، وهذا يؤيد الاحتمال السابق (فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا) أي روحا من طرفنا ـ والإضافة للتشرف ـ وكان ذلك الروح جبرائيل عليهالسلام ، وقد كان استحاش مريم شديدا حين رأت الروح (فَتَمَثَّلَ) الروح (لَها) لمريم عليهالسلام (بَشَراً سَوِيًّا) أي شابا مكتملا غير ناقص الخلق.
[١٩] واضطربت مريم عليهاالسلام لهذا الحادث المدهش ، فاستعاذت بالله من شر