مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (٣٧) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٨) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٣٩) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ
____________________________________
أو شريكا ، أو ابنا له (مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ، أي من محضر ، أو هو مصدر ميمي ، أي من حضورهم في يوم عظيم هو يوم القيامة ، فإنهم يفضحون ويعاقبون على رؤوس الأشهاد.
[٣٩] إن الكافرين في يوم القيامة ، حيث لا ينفعهم السمع والبصر ، يكونون أقوى الناس سماعا وإبصارا ، أما في الدنيا ، وحيث أن السمع والبصر وسيلة الهداية والسعادة ، فإنهم لا يسمعون ، ولا يبصرون (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) بهم ، أي ما أسمعهم وأبصرهم ، وذلك صيغة التعجب على معنى ما أسمعهم وأبصرهم (يَوْمَ يَأْتُونَنا) أي في القيامة (لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ) في الدنيا (فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) لا يسمعون الهدى ، ولا يبصرون الطريق.
[٤٠] (وَأَنْذِرْهُمْ) أي أنذر يا رسول الله الناس ، (يَوْمَ الْحَسْرَةِ) يوم يتحسر الإنسان ، ويندم على ما فات منه من السعادة (إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) حين فرغ من الأمور ، وانقطعت الآمال ، فالمؤمن يتحسر على أنه لم لم يعمل أكثر؟ والكافر والعاصي يتحسران ، على أنه لم كفر وعصى ، حتى يلقى العذاب والهوان (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) الآن في الدنيا عن ذلك (وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) حتى لا يتحسروا هناك حسرة الكافر على ما قدمت يداه.
[٤١] إنه لا بد وأن يأتي ذلك اليوم حين (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ