الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (٤٠) وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٤١) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ
____________________________________
الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها) فكل ما في الأرض ما ليس ملكا لإنسان ، وكل ما فيها مما هو ملك البشر ، يبقى هنا بدون مالك ، ولفظة «نحن» للتأكيد ، كما إن إرث الأرض كناية عن عدم وجود إنسان فيها ، حتى تكون الأرض محتملة لحيازته (وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ) بأعمالهم ، حيث لا يملك الأمر والنهي غيرنا ، فنجازيهم عليها.
[٤٢] (وَاذْكُرْ) يا رسول الله (فِي الْكِتابِ) أي في القرآن (إِبْراهِيمَ) وليس الذكر إنشاء الإنسان الكلام ، حتى يقال إن الله هو الذاكر لا الرسول ، بل الذكر هو أن يذكر شيئا سواء كان منشئا له أم ناقلا ، وقد جاءت قصة إبراهيم لتفنيد مزاعم العرب الذين عبدوا الشركاء ، وتذكيرهم ، بأن إبراهيم جدهم هو الذي حارب الشرك ، كما جاءت قصة عيسى عليهالسلام من قبل لتفنيد مزاعم النصارى ، حيث يجعلون لله ولدا ، وبيان أن عيسى المسيح عليهالسلام لم يكن ابنا لله ، وإنما كان عبدا رسولا (إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً) كثير التصديق لله سبحانه في جميع الأمور أو كثير الصدق (نَبِيًّا) مرسلا من قبل الله سبحانه ، وهو من النبوة بمعنى الرفعة ، أو من النبأ بمعنى الخبر ، لأن النبي رفيع الشأن مخبر عن الله سبحانه.
[٤٣] اذكره (إِذْ قالَ) حين قوله (لِأَبِيهِ) أي لعمه آزر ، فإن العادة أن يسمى العم أبا ، كما تسمى الخالة أما (يا أَبَتِ) أي يا أبي والتاء عوض عن الياء ، كما قال ابن مالك :
وفي النداء أبت ، أمت عرض |
|
واكسر أو افتح ومن اليا التاء عوض |