وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا (٤٨) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنا نَبِيًّا (٤٩) وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا
____________________________________
[٤٩] (وَأَعْتَزِلُكُمْ) أتنحى عنكم ـ أنت والقوم ـ وقد سبق أن دعا إبراهيم القوم ، فلم ينفع فيهم الدعاء ، ولذا قرر أن يعتزلهم إلى مكان آخر يدعو فيه ، لعلهم يجيبون الدعوة ، فقد طاف إبراهيم عليهالسلام ـ لتركيز دعوة التوحيد ـ العراق والشام ومصر والحجاز (وَ) أعتزل (ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي أتنحى عن أصنامكم ، إذ المبتعد عن بلد ، يبتعد عن كل شيء فيه (وَأَدْعُوا رَبِّي) لكم بالهداية (عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي) لهدايتكم (شَقِيًّا) فيستجب دعائي في هدايتكم ، أي لعله سبحانه يقبل الدعاء ، ويردكم عن الضلال إلى الهدى ، وليس هذا تكرارا ، فإن ما سبق ، كان خاصا بآزر ، وهذا عام لكل القوم.
[٥٠] (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ) إبراهيم (وَ) اعتزل (ما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) بأن فارقهم ، وهاجر إلى الأرض المقدسة ، لم نتركه وحده يقاسي الوحدة ، والغربة ، بل تفضلنا عليه بما يؤنس وحشته ، ويجمع شمله (وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ) ولدا صلبيا (وَيَعْقُوبَ) ولد الولد (وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا) يهدي الناس إلى الحق ، فقد كثرنا إبراهيم عددا ، كما كثرنا الدعوة التي دعا بها إلى الله سبحانه ، فشددنا أزره بالأنبياء عليهمالسلام ، الذين ينتهجون نهجه في الدعوة.
[٥١] (وَوَهَبْنا لَهُمْ) لإبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهمالسلام (مِنْ رَحْمَتِنا)