وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (٥٠) وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (٥١) وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ
____________________________________
وتفضلنا عليه (وَجَعَلْنا لَهُمْ) لإبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهمالسلام (لِسانَ صِدْقٍ) فقد كانوا صادقين في دعوتهم يصدقهم الناس ، جزاء لاستقامتهم في الدعوة ، في قبال ذلك التكذيب الذي واجه القوم به إبراهيم ، قبل الاعتزال (عَلِيًّا) أي في حال كون ذلك اللسان عليا رفيعا ، ينظر إليه الناس برفعة ، حتى إذا قال شيئا أطاعوه ، وسمعوا منه.
[٥٢] ثم يأتي السياق ، ليبين دعوة الأنبياء عليهمالسلام ، وتفضل الله عليهم ، إجمالا بدون تفصيل ، إذ المقصود بيان الدعاة والدعوة (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ) أي اذكر يا رسول الله في القرآن (مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً) قد أخلصه الله سبحانه لنفسه ، كما قال سبحانه (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) (١) ف «مخلص» اسم مفعول من أخلص (وَكانَ رَسُولاً) إلى فرعون وملأه ، وإلى سائر البشر (نَبِيًّا) يأتيه الوحي من قبل الله سبحانه.
[٥٣] (وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) الطور اسم جبل كان يناجي عليه موسى عليهالسلام ربه ، أي ناديناه من طرف ذلك الجبل ، طرفه الأيمن لا الأيسر ، وذلك حين أقبل من «مدين» ورأى النار في الشجرة ، ولما دنا منها سمع الصوت (يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) (٢)
__________________
(١) طه : ٤٢.
(٢) القصص : ٣١.