وَكانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا (٥٥) وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ
____________________________________
المدة ، فلعله كان مشتغلا بأمره ـ التبليغ ـ أو العمل أو نحوهما ، فلا يقال : كيف يترك الإنسان عمله سنة لوعد ، أليس عدم مجيء الصاحب دليل على خلفه ، حتى يكون إسماعيل في حل منه؟ (وَكانَ رَسُولاً) إلى قومه (نَبِيًّا) يوحى إليه ، من قبل الله سبحانه ، وقد ورد أن الله عزوجل بعثه إلى قومه ، فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه فأتاه ملك ، فقال : إن الله جل جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت فقال لي أسوة بما يصنع بالأنبياء (١).
[٥٦] (وَكانَ) إسماعيل (يَأْمُرُ أَهْلَهُ) أي عائلته ، أو عشيرته ، أو قومه ـ فإن الأهل يطلق على كل واحد من هؤلاء ـ وإن كان الأنسب بمقام النبوة إرادة المعنى الثالث (بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ) المراد بهذين اللفظين الخضوع لله سبحانه ، وإعطائه الفقراء وإن كان بغير صورة الصلاة والزكاة في هذه الشريعة فإن الصلاة بمعنى العطف ، والزكاة بمعنى النمو ، وفي الصلاة عطف نحوه سبحانه ، وفي الزكاة نمو للمال (وَكانَ) إسماعيل (عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) رضي سبحانه عن أعماله وأخلاقه وسيرته.
[٥٧] (وَاذْكُرْ) يا رسول الله (فِي الْكِتابِ) أي القرآن (إِدْرِيسَ) سمي بذلك لكثرة دراسته للكتب ، وقد أنزل عليه ثلاثون صحيفة ، وهو أول من خط بالقلم وخاط ، ونظر في الحساب ، وقد كان الناس قبله
__________________
(١) راجع القصص للجزائري : ص ٣١٦.