فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (٦٠) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ
____________________________________
«فعول» جمع «باك» ونصب سجدا وبكي على الحال عن ضمير «خروا».
[٦٠] فأولئك الأنبياء المختارون ، الذين يسجدون لتلاوة آيات الله ، وتفيض أعينهم من الدمع عند قراءة كتابه (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ) جماعة من نسلهم وذريتهم (أَضاعُوا الصَّلاةَ) كاليهود خلف إسرائيل ، والمشركين من خلف إبراهيم عليهالسلام ، وهكذا (وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ) الملذات الزائلة ، إذا رأوها ذهبوا وراءها ، ليتبعوها ، أولئك الأخيار جاء من بعدهم هؤلاء الأشرار (فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ) أي يلقى هذا الخلف (غَيًّا) ضلالا ، وضياعا في الدنيا بالعيش الضنك ، وفي الآخرة بالعذاب والنار ، أو المراد يلقون جزاء غيهم ، يقال فلان يرى عمله ، أي يرى جزاء عمله.
[٦١] (إِلَّا مَنْ تابَ) عما سلف منه من المعاصي (وَآمَنَ) إيمانا صحيحا صادقا (وَعَمِلَ صالِحاً) في مقابل العمل السيئ ، الذي كان يعمله (فَأُولئِكَ) التائبون (يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) لا يبخسون من جزاء أعمالهم الحسنة ، وإنما يعطى جزاؤهم كاملا غير منقوص.
[٦٢] ثم وصف سبحانه الجنة بقوله (جَنَّاتِ عَدْنٍ) والمراد بالجنة هناك الجنس ، ولذا صح وصفها بالجمع والعدن بمعنى الإقامة ، من عدن بالمكان ، إذا أقام فيه (الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ) المتفضل الراحم (عِبادَهُ)