ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا (٦٩) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا (٧٠) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وارِدُها
____________________________________
هناك في صور مزرية مهانة مقترنين مع الشياطين ، جاثين على الركب ، تلفحهم نار الجحيم ، كالمجرم الذي يجثو مع سائر المجرمين حول السجن ، يرى الذل والصفاد ، وقد كان هذا جزائهم ، حيث تكبروا في الدنيا ، ولم يطيعوا الأوامر ، وأنكروا المعاد.
[٧٠] (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَ) لنستخرجن (مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ) من كل جماعة ، شايعوا طريقة خاصة (أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) «العتي» مصدر «كالعتو» وهو التمرد والعصيان ، أي نبدأ بالأعتى ، فالأعتى ، لنقلهم في جهنم أولا فأولا.
[٧١] (ثُمَ) هذا للتراخي في الكلام ، لا في الزمان ، وكأنه يأتى به للسياق والتناسب (لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها) أي بالنار (صِلِيًّا) الصلي مصدر صلى يصلي ، يقال صلى اللحم يصليه صليا شواه وألقاه في النار للطبخ والإحراق ، ومثله أصلاه وصلّاه ، والمعنى أنه لا يجار على أحد هناك ، بل إنما يصلى الكافر والعاصي حسب عملهما.
[٧٢] (وَإِنْ مِنْكُمْ) أي ما منكم أحد أيها البشر (إِلَّا وارِدُها) أي مشرف عليها ، كما قال سبحانه : (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) (١) ، أي أشرف ، قال الصادق عليهالسلام : أما تسمع الرجل يقول ، وردنا ماء بني فلان ، فهو الورود ولم يدخل (٢) ، أقول : ولعل ذلك باعتبار العبور من جهنم على
__________________
(١) القصص : ٢٤.
(٢) بحار الأنوار : ج ٨ ص ٢٩١.