وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥) وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦) أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (٦٧) فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (٦٨)
____________________________________
الإنسان ، أو أيها الرسول (وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ) على تحمل المشاق ، ولا تكن كمن أضاع الصلاة ، واتبع الشهوات ، (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) أي من يسمى بكونه إلها ـ عن استحقاق ـ بمعنى أنه لا مثل له ، حتى يعلم ذلك ويعبد معه شريكا له.
[٦٧] إنه هو الله الواحد الذي لا شريك له ، له الأرض والسماء والجنة ، لكن الإنسان العاتي ، لا يعترف بالمعاد ، ويتعجب من أنه كيف يمكن إعادة الإنسان بعد الممات! (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ) والمراد به هذا النوع ، لأكل فرد منه (أَإِذا ما مِتُ) «ما» زائدة ، لتزيين الكلام (لَسَوْفَ أُخْرَجُ) من قبري (حَيًّا) على نحو الاستفهام الإنكاري.
[٦٨] فرد عليه سبحانه بقوله (أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ) المنكر للمعاد (أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ) أي سابقا ـ قبل أن يكون هذا الكلام ـ (وَ) الحال أنه (لَمْ يَكُ شَيْئاً) فإن من يقدر على الابتداء يقدر على الإعادة.
[٦٩] (فَوَ رَبِّكَ) يا رسول الله (لَنَحْشُرَنَّهُمْ) نجمعهم للحساب يوم القيامة (وَالشَّياطِينَ) نحشر الشياطين معهم ، لنجمع بين القادة والأتباع ، بين من كان يوسوس في صدورهم بعدم البعث ، والذين اتبعوهم في الإنكار (ثُمَ) بعد الحشر (لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ) في أطرافها ، في حال كونهم (جِثِيًّا) جمع جاثي ، وهو الذي برك على ركبتيه ، فإنهم